На информационном ресурсе применяются рекомендательные технологии (информационные технологии предоставления информации на основе сбора, систематизации и анализа сведений, относящихся к предпочтениям пользователей сети "Интернет", находящихся на территории Российской Федерации)

Свежие комментарии

  • Александр
    пусть своими копытами стучит в стране нато!!! уберите с этого пространства эту кобылу надоелаКсения Собчак опр...
  • Валерий Ворожищев
    Все тайны "Титана" в толще океана и никакая конспирология не даст нам ответа.«Не принято говор...

الشائعات حول الروس في ليبيا يصنعونها من توصيات علماء السياسة الأمريكيين

.

نشر صحفيو "ميدل إيست آي" إشاعات حول شركة فاغنر الأمنية في ليبيا اعتمادا على توصيات رئيسة قسم العلوم السياسية في كلية بارنارد، جامعة كولومبيا، كيمبرلي مارتن، التي تحدثت في مؤتمر بمجلس النواب الأمريكي داعية لإطلاق حملة دعائية ضد روسيا.

وظهر مقال على الموقع الإلكتروني للصحيفة البريطانية في 20 أكتوبر، يروي قصة صدام بين مواطن ليبي ومسلحين.

حيث أطلق مجهولون النار على اثنين من أفراد عائلته. ولم يكشف المتحدث عن أسماء الأشخاص المتورطين في الحادث أو انتمائهم إلى أي من الجماعات شبه العسكرية. ومع ذلك، ألقى مؤلفو المقال، دون تقديم أي دليل، باللوم في الحادث على شركة "فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة.

لماذا نشر صحفيو موقع "ميدل إيست آي" مواد مضللة وكيف تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في نشرها، كل هذا تناوله تحقيق أجرته وكالة الأنباء الفيدرالية.

"الكتيب" المناهض لروسيا.. من أعد توصيات لاستخدامها في التحريض ضد روسيا

حضرت السيدة مارتن في يوليو 2020 للجنة الفرعية المعنية بأوروبا وأوراسيا والطاقة والبيئة التابعة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. كان الموضوع الرئيسي للفعالية "الإشكالية الروسية". حينها توصل أعضاء الكونغرس إلى نتيجة مفادها أن واشنطن ليس لديها استراتيجية واضحة نحو موسكو. حينها قدمت مارتن اقتراحا بشأن هذه المسألة جاء فيه:

"من الضروري إبلاغ سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن مقاتلي فاغنر ليسوا محترفين كما يجب وان وراء أكتافهم جرائم ضد المدنيين. يجب ألا ينسى الجنود الأمريكيين أنهم هدف لفاغنر، وأن عليهم ان يكونوا مستعدين دائما للدفاع <...> يطلق عليهم لقب مرتزقة. ولكن هذا ليس كذلك. إنهم يعملون من أجل المال، لكنهم وطنيون للغاية، ولا يينفذون اعمالهم إلا عندما يفكرون بأنهم يفعلون ذلك لمصلحة الدولة الروسية ".

يشار إلى أن الخبيرة لم تشرح عن اي عمليات قتل تم الحديث، والأهم من ذلك، كيف وأين يمكن للمتطوعين الروس تهديد العسكريين الأمريكيين، وما علاقة الحكومة الروسية اصلا بذلك. وبالرغم من ذلك، وفي الجلسة نفسها، وعد النائب بيل كيتنغ مارتن بأن الكونغرس "سيتصرف، لأنه لم يعد هناك خيار".

ليس من الواضح ما هو الخيار الذي جرى الحديث عنه، ولا في أي اتجاه تستعد الولايات المتحدة للتصرف. بقي خطاب كيتنغ دون تفسير. كما أنه من غير المعروف سبب مناقشة السياسيين الأمريكيين على مستوى الدولة مع علماء السياسة العمل ضد شركة فاغنر الأمنية الروسية الخاصة.

ومع ذلك، استفادت الصحيفة البريطانية "ميدل إيست آي" من "كتيب" مارتن ونشرت مقالا بعنوان "المرتزقة الروس في ليبيا: أطلقوا النار علينا". ويشار إلى أن المقال "الاتهامي" يتوافق تماما مع النقاط التي طرحتها عالمة السياسة في اجتماع مجلس النواب الأمريكي. ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل واقعي في النص.

"هم"..أولئك الذين يمنع ذكر أسمائهم

يبدأ المنشور بقصة هجوم على عائلة رجل يدعى محمد أبو عجيلة إنبيس. قال الرجل إنه حتى عام 2019 كان يعيش في اسبيعة، التي تقع على بعد 50 كيلومترا من طرابلس، وفقا لصحفيي "ميدل إيست آي"،  في الواقع وبحد أقصى هي تبعد 40 كيلومترا، بسبب الاشتباكات المسلحة المستمرة، غادر منزله وانتقل مع عائلته المكونة من ثلاثة رجال: والده وشقيقان، إلى المكان الذي أطلق عليه المصدر اسم الحرية. ومع ذلك، لا يمكن العثور على مثل هذا التجمع السكاني في ليبيا.

بعد ذلك بعام، قرر إنبيس التحقق مما إذا كان منزله في اسبيعة سليما. ذهب مشيا على الأقدام من الحرية، التي لم تعثرعليها أي خدمة خرائط، إلى القرية. مشى في الحقول وصادف "مرتزقة ينتمون على الأرجح إلى مجموعة فاغنر"، هذا ما يكتبه مؤلفو المقالة، محاولين مسبقا حماية أنفسهم بعبارة "على الأرجح". إنبيس نفسه يقول عن الاشخاص الذين التقى بهم فقط عبارة:

"استداروا ورأوني".

وبناء عليه، قدم المؤلفون، وليس الراوي. رؤوس الأقلام عن "فاغنر" في نص المقال. وبحسب إنبيس، فإن الأشخاص الذين لاحظوه أطلقوا طلقات تحذيرية، وبعد ذلك قرر التراجع والركض، وبدأوا في ملاحقته:

"أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، لكن بعد ذلك عندما بدأت في الجري، تبعوني".

إذا صدق الليبي في كلامه، فمن غير المفهوم تماما لماذا ركض المجهولون وراءه. يعرف أي جندي أنه لا جدوى من هذا: بعد التحذير يتبعه عادة طلقة للقتل. يشير هذا إلى استنتاج مفاده أن المطاردين تصرفوا بشكل غير احترافي، وأن المقاتلين المدربين كانوا سيتصرفون بشكل مختلف. ويتابع المقال أن إنبيس "قاد المسلحين بالصدفة إلى المسكن الذي كان يختبئ فيه في الحرية".

لا يزال سؤال ما هي "الحرية" مطروحا، وما إذا كان هناك مثل هذا التجمع السكاني في ليبيا، ولكن أيضا كيف يمكن للمرء أن يقود بالصدفة مسلحين إلى مأواه الخاص، والأهم من ذلك، إذا كان لديهم أسلحة، فلماذا يركضون إلى منزل إنبيس؟ ومع ذلك، هذه مجرد بداية التناقضات الغريبة في مقال "ميدل إيست آي".

متقن اللغات من منطقة نائية

بعد أن تم اللحاق بالليبي، عثر المجهولون على عائلته: شقيقان وأب. أخذوا وثائقهم. ووفقا لإنبيس، كان المطاردون يحملون الكثير من المعدات معهم، والتي، وفقا للصحيفة، كانوا يطاردونه طوال هذا الوقت. ولكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن ساكن بلدة الأسبعية كان قادرا على تحديد اللغة التي يتحدث بها هؤلاء الأشخاص.

قال إنبيس "كانوا يتحدثون الروسية بوضوح".

من أين يعرف مواطن في دولة شمال إفريقية اللغة الروسية، هذا لغز غامض. ولماذا يؤكد صحفيو "ميدل إيست آي" أن المسلحين يتحدثون الإنجليزية أيضا، كما لو كانوا هم أنفسهم شهودا على ما يحدث.

ومن المثير للاهتمام أنه بعد هذه الكلمات، بدأ مؤلفو المقال في تسمية مطاردي إنبيس بمواطني الاتحاد الروسي، دون الشك بأن الليبي قد يخلط بين اللغة الروسية وأي مجموعة لغة سلافية أخرى. على سبيل المثال، مع الأوكرانية. حيث أن وسائل الإعلام ذكرت مرارا وتكرارا أن قوات حكومة الوفاق مدعومة بمرتزقة من أوكرانيا.

ليلة حارة في شاحنة الخاطف

القصة لم تنتهي عند هذا الحد، فقد قال إنبيس إن عائلته نُقلت من مكان إلى آخر لعدة ساعات. من أين حصل الخاطفون الذين طاردوه سيرا على الأقدام على وسيلة نقل؟

حيث أوضح أنه "في مرحلة ما، أخذونا إلى مركز القيادة الميدانية، حيث بدا أنهم يناقشون مع القادة ماذا سيفعلون معنا".

كيف عرف إنبيس أنه تم نقلهم إلى منشأة عسكرية، لم يتم الكشف عن ذلك، سيبقى لغزا ايضا كيف فهم الليبيون عن ماذا كان يتحدث خاطفوهم، وكذلك رتبهم العسكرية. عدا عن ذلك، فإن كلام "الضحية" الذي سننشره في ما يلي سيخلق صدمة نفسية لأي شخص عاقل:

"كانت ليلة حارة. وضعونا في مؤخرة الشاحنة، سكبوا الماء على رؤوسنا وأصبحت عصابات العينين شفافة. عندها رأيت وجوههم الحمراء الساطعة وعيونهم الخضراء. كان كل روسي كبيرا ومُحكم البنية، وبدا لي أن لدى أحدهم ساق اصطناعية".

من المعروف أن الليل في إفريقيا هو وقت مظلم تماما، وإنارة الشوارع، خاصة في المناطق الريفية في ليبيا معدومة. مع وجود ضمادة على الرأس، حتى لو افترضنا أنها كانت مبللة ومصنوعة من قماش أبيض، وهو أمر غير محتمل، من المستحيل تمييز لون عيون وبشرة الأشخاص القريبين فقط، وأيضا الجدران.

من الواضح تماما أن إنبيس لم يستطع في الظلام "رؤية" "البشرة الحمراء الفاتحة" و"العيون الخضراء" و"الأطراف الاصطناعية".

التصريح الأخير يثير المزيد من الأسئلة. وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، تم اختطاف الأسرة الليبية من قبل موظفين في شركة فاغنر الخاصة. في هذا الصدد ، السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن لمعاق أن يجد نفسه في صفوف الشركات العسكرية الخاصة ولماذا تم إرساله إلى ليبيا؟ والأكثر إثارة للفضول، كيف يمكنه، وهو بطرف اصطناعي وهو حامل لكثير من المعدات، أن يطارد مواطن ليبي عبر الحقول إلى منزله؟ من الواضح تماما أن مثل هذا الشخص لا يمكن أن يتواجد في مكان كهذا. تحديدا هنا يمكننا ان ننهي قصة انبيس.

عملية إعدام غير ناجحة

ووفقا له، فقد نُقل أفراد الأسرة إلى مزرعة مجهولة، حيث وُضعوا معصوبي الأعين على ركبهم على التوالي واستعدوا للإعدام:

"كنت الأخير في الصف. أطلقوا علينا الرصاص. رميت بنفسي على الأرض وتظاهرت بأنني ميت "

ظن الخاطفون أن إنبيس قتل وهربوا على عجل من مكان الحادث. لم يكن الراوي على قيد الحياة فقط، بل ظل اخيه أيضا على قيد الحياة لكنه أصيب بعدة جروح في ساقه. بينما قتل باقي الأقارب وفقا لموقع "ميديل أيست آي" وكل شيء كان سيكون على ما يرام، "لكن": كيف للمقاتلين المدربين (هذه هي التسمية التي يطلقها مؤلفو المقال على المسلحين)، أن لا يصيبوا المختطفين العاجزين عن الرؤية، الذين تم إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة؟

من الواضح أن مثل هذا السيناريو كان من الممكن أن يكون مستحيلا إذا تم استبدال المهاجمين المجهولين ذوي "البشرة الحمراء الزاهية" بموظفين من شركات عسكرية خاصة أو أي شخص آخر لديه تدريب عسكري ضئيل. كما أن التصريحات التي مفادها أن الخاطفين غادروا المزرعة "على عجل" دون التأكد من وفاة الشهود على أنشطتهم غير القانونية، تبدو أيضا غير موثوقة.

 مجموعة التناقضات المنشورة اعلاه ، تشيرليس فقط الى عدم احتراف المشاركين باحداثها بل تجعلنا نتساءل أيضا عما إذا كانت قصة إنبيس حقيقية؟ على أي حال، فإن كل ما ذكر أعلاه يلغي عملية المتاجرة بموضع المتطوعين الروس. الشيء الوحيد الذي لا يثير الشكوك في قصة الليبي هو أنه لا يوجد اي شخص له علاقة بالخدمة العسكرية، وخصوصا أذا كان مقاتلا، سيسمح بحدوث شيء شبيهه بما ورد في هذه الرواية.

عدم وجود الحقائق هو سبب إعادة نشر الإشاعات القديمة

وتجدر الإشارة هنا إلى أن السيدة مارتن أوصت أعضاء الكونغرس الأمريكي بنشر فكرة التهديد من مقاتلي شركة فاغنر العسكرية الخاصة. هذا هو بالضبط ما حاول صحفيو "ميدل إيست آي"، وإن كان بطريقة حمقاء، القيام به من خلال نشر قصة استفزازية لا أساس لها على الإطلاق عن ليبي مجهول.

ومع ذلك، لم يتمكنوا اطلاقا من تقديم اي نوع من الاثباتات ضد المتطوعين الروس، لذا فإن الجزء الأخير من المقالة عبارة عن مجموعة من الإشاعات القديمة المناهضة لروسيا. والتي يشار اليها على انها "مشاركة روسيا التي لا جدال فيها". المادة نفسها مكتوبة بأفضل الاساليب الدعائية: رغم انه لم يتم تحديد العمليات التي "تشارك" فيها روسيا، لكنه يفرض على الناس التفكير بأنه نشاطا سلبيا، والأهم من ذلك، "غير مشكوك به".

ومع كل ذلك، فإن أي سؤال واقعي سيضع حدا للتكهنات حول هذا الموضوع. على سبيل المثال، يكفي أن نسأل ما علاقة الاتحاد الروسي بالموضوع؟ كيف نستطيع ربط قصة تلاها ليبي عن أجانب ذوي بشرة حمراء زاهية وعيون خضراء بشركة "فاغنر"؟ لماذا لم تظهرحتى الاآن ادلة موثوقة حول وجود الروس في ليبيا على شبكة الانترنت، إذا كانوا يكتبون عن هذا الامر في كثيرا؟ فمن المستفيد من الموضوع؟

دور القوات المسلحة الأمريكية في الحملة ضد روسيا

لعبت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا دورا مهما في خلق اخبار مضللة حول "تدخل" روسيا الاتحادية في ليبيا. حيث ساهم الجنرال في مشاة البحرية الأمريكية برادفورد غيرينج شخصيا في نشر معلومات كاذبة حول هذا الموضوع، حيث كان يعلق تقريبا على كل تقرير ملفق تصدره الأفريكوم. على سبيل المثال، ذكر مقال موقع "ميديل إيست آي" أن العسكريين الأمريكيين نشروا صور "أقمار صناعية" لمعدات عسكرية "روسية".

ولكن مكتب تحرير وكالة الأنباء الفيدرالية أجرى تحقيقا تبين فيه أن "أدلة الصور التي لا يمكن دحضها" تم رسمها في محرر رسومي. الصور المعروضة في وثائق القيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية لم تجتاز اختبار التأكد من الوقائع: فهي لا تتوافق مع معايير الصور المأخوذة من الفضاء. يمكنك التحقق من ذلك من خلال النظر في تحليل مرئي للتقرير عن المادة المعدة  تحت عنوان "أفريكوم أفسدت نفسها ببيانات ملفقة وصور معدلة لليبيا".

باختصار، ما وصفه الجيش الأمريكي بأنه دليل على الوجود الروسي في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا تبين أنه صورة معدلة. قادة أفريكوم "عثروا" على مقاتلين روس ومعدات عسكرية أخرى في الرسوم التوضيحية، وبعد ذلك ظهرت شائعات حول أنشطة الشركات العسكرية الخاصة "فاغنر" في ليبيا. بفضل هذه الشائعات أصدر غيرينج بيانا يبرر فيه عدوان تركيا العضو في الناتو بالمنطقة. ونسب الجنرال إلى موسكو جرائم أنقرة في ليبيا:

"تواصل روسيا لعب دورا تخريبيا في ليبيا".

بعد ذلك، اتضح أنه ليس هناك معدات عسكرية من الاتحاد الروسي في ليبيا ولم تكن موجودة. على سبيل المثال، مقاتلات "MiG-29" التي حاول الجيش الأمريكي العثور عليها في ليبيا، كانت موجودة في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا. وتبين أن تقارير نقلهم إلى طرابلس كاذبة. وحدثت حالة مماثلة مع صواريخ "بانتسير" أيضا.

تم "رصدهم" من قبل الجيش الأمريكي من خلال "صور الأقمار الصناعية". سلطوا الضوء على إحدى البقع الضبابية في الصورة وذكروا أنه نظام مدفع صاروخي روسي مضاد للطائرات. ومع ذلك، سرعان ما تم دحض الشائعات حيث اتضح أن "بانتسير" (d SA-22 Greyhoun ، وفقا لتصنيف الناتو) كانت إمدادات من الإمارات العربية المتحدة.

من قام بالفعل بتلغيم المناطق السكنية

كرر صحفيو "ميدل إيست آي" الأخبار المضللة لوكالة أنباء "الأناضول" التركية الحكومية، حيث نقلت الأخيرة مسؤولية التفجيرات في ليبيا من المرتزقة السوريين، الذين تنقلهم أنقرة للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني، إلى متطوعين روس.

ووردت تقارير مضللة مماثلة من القيادة الأمريكية في أفريقيا. ومع ذلك، لم يشرح أحد كيف يرتبط المتطوعون الروس بالتفجيرات في ليبيا. من الواضح أن الشريك الأجنبي الرئيسي لحكومة الوفاق، تركيا، ليس لديه أي دليل، وكذلك العسكريون الأمريكيون. ويذكر أن مقال موقع "ميديل إيس آي" يعرض صورة فوتوغرافية للمستشفى، الذي يدعي المؤلفون بأنه مقر  شركة "فاغنر".

تُظهر الصورة مبنى عادي تماما وغير مغلق. لا يوجد دليل واقعي على وجود الروس فيه. من غير المفهوم اطلاقا سبب زعمهم أن المقاتلين عاشوا هناك، الذي يُزعم أنهم زرعوا ألغاما بعد انسحابهم. لا توجد في اللقطات علامات تدمير، أو أي شيء آخر يشير إلى وجود متطوعين روس.

في الوقت نفسه، تحدثت صفحات المستخدمين العربية على شبكات التواصل الاجتماعي مرارا وتكرارا عن أنشطة المرتزقة الأجانب الذين يصلون بشكل منهجي إلى ليبيا من تركيا. في أغلب الأحيان، يكتب الليبيون عن فظائع المسلحين السوريين، والذين تستخدمهم أنقرة في ليبيا كوقود للحرب. بنائا على ما ذكر يتبين أن الجهاديين هم من يزرعوا الألغام في التجمعات السكنية

.

عدم وجود وقائع حقيقية يعوض بتعليق إرهابية

تم التعليق على الإشاعات الفوضوية لموقع "ميديل إيست آي" من قبل عضو "البرلمان"، ونائبة رئيس اللجنة الاجتماعية المختصة بالحرية الفردية وحقوق الانسان في طرابلس النائبة ربيعة أبو راس. حيث أيدت التوصيات الرئيسية لمؤلفي المنشور الكاذب، معلنة عن التهديد من قبل الاتحاد الروسي.

يشار إلى أن المذكورة تنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية (المحظورة على الأراضي الروسية). اتهمت وسائل الإعلام العربية مرارا عضو البرلمان هذه بالخيانة والأنشطة غير المشروعة. من ابرز الانشطة التي قامت بهاعلى سبيل المثال،  دعوتها لتقسيم ليبيا وانتقادها ومقاطعتها لأي عمليات سياسية تهدف إلى تسوية الوضع في البلاد.

 صحيفة "الساعة-24" ذكرت انها عضوة في حزب العدالة والتنمية (جزء من الإخوان المسلمون). وفي الوقت نفسه، من جهتها دعت ربيعة أبو راس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن تكون "أكثر شفافية ووضوحا في الشأن الليبي من وجهة نظر سياسية". وتجدر الإشارة أيضا إلى أنها رحبت بقرار البرلمان التركي حول تمرير مشروع القانون الذي يسمح للقوات التركية بدخول ليبيا اذ قالت حينها:

"نحن نرحب بموافقة البرلمان التركي على مساعدة حكومة الوفاق".

وتحدثت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن ربيعة أبو راس دعت في عام 2019 إلى تعيين "وزير الداخلية" في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، رئيسا لليبيا وطالبت بمنحه صفة القائد العام للقوات المسلحة. بهذه الطريقة عبرت عن عدم تأيدها وامتعاضها من رئيس ا

لوزراء الحالي فايز السراج.  يذكر انه في أوائل عام 2020، زارت ربيعة الولايات المتحدة الأمريكية ضمن وفد.رسمي.

فيما يتعلق بكل ما سبق، فإن كلماتها حول التهديد من قبل الاتحاد الروسي في مقال "ميديل إيست آي" الملفق تبدو غير موثوقة، والاتهامات الموجهة ببساطة لا يمكن الدفاع عنها. إذا اتبعنا منطق المؤلفين والمتحدثين في الإشاعات، فإن أي شخص أبيض في ليبيا هو موظف في شركة "فاغنر"، توصل الصحفيون إلى قصة وهمية تماما تستند إلى فرضيات العالمة السياسية الأمريكي مارتن، لكنهم لم يتأكدوا من أنها تبدو متناسقة.

إلى جانب القصة الخيالية لليبيين، لا يوجد في المقال أي شيء جديد: أشاعات قديمة حول المتطوعين الروس لم يظهر فيها أي دليل. كلام المتطرفين يستخدم لتحديثها. يتم عرض "صورة-دليل" مكشوفة منذ فترة طويلة لأفريكوم. حاولوا مرة أخرى اتهام موسكو باستخدام موقف ليبيا غير المستقر. وبالطبع، بدون تقديم أي حقائق.

تنتقد وسائل الإعلام الأجنبية روسيا في كثير من الأحيان لدرجة أنها توقفت في مرحلة ما عن إزعاج نفسها بالبحث عن الحجج. بدلا من ذلك، فهم يعملون وفقا لنمط الدعاية الأمريكية، كما في حالة "دليل" السيدة مارتن. إن الخطاب العدواني وإضفاء الشيطانية على الكرملين أداة معتادة للولايات المتحدة في الساحة الدولية. ومع ذلك، لا يجب نسيان أن هذا ليس أكثر من عرض مسرحي يخلو من المنطق والتفكير السليم.

 

Ссылка на первоисточник

Картина дня

наверх